قصائد في رثاء العلامة الشهيد الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي 2
مرثية نظمها أحد الشباب من السادة آل الأهدل
نظمتها, والحزن ينازعني, فلم أوفي حق مدحه وعلومه وأعماله والحمد لله على كل حال ...
| ليت أشياخي أُهيل المصطفى | عن مصاب الدين وافاهم بريد |
| ﻷهـلّـوا بالـعــوالـي غـيـرةً | في جيوش رأسها الهادي الحميد |
| ليسوِّي بـالـثـرى أجـسـاد من | أتـقـنـو أعـمـال هاديهم يزيد |
| فـجـعـونـا وهـي مـن عـاداتهم | بــالـهـدى وكذا بالـمُـلّا سـعيـد |
| نـاصـر التوحيد وثــَّـاق الـعُـرى | من أعـاد العقل للرأي السديد |
| وأعـاد الـفـقـه سـابـق عهده | وأعـاد الـفـرع لـلأصـل المشيد |
| فـي اعـتـدال ثـابت تبـيـانـه | رحـمـة تـهـدى,وعـرفـان فريد |
| في هدوء قد سبى لبّ النهى | يـطرح المعلوم من كـلِّ مـفيد |
| و خـشـوع مــا رأيــنــا مــثـلـه | في عُلا التوحيد قد كان وحيد |
| وعـرفـنـا نــور عـدن والـبــهــا | في محياهُ ومـجـلاهُ الـسعيد |
| ليس تـغني مدحتي عن وصفه | لا ولا يـسـمـو لهُ أيُ قـصيـد |
| ويـعـزيـنـي ويـكـظم حرقتي | أنَّهُ صـدِّيق في ثوب شهيـد |
| سيدي عدني بروح تلتقي | في مقر النور مـن سـاح الـحميد |
| ثم هـبـنـي كـلَّ ما أعـطـيـتـهُ | كن لعقلي بسنا العلم رشيد |
| آه يـاقـلـبـي وما تـحـمـلـه | من هوى الأشرافِ أعلام المجيد |
| كيـف نلقى بعدهمْ أمثالهم | يـا ولـي الأقـدار عدنـا بـالـمـزيـد |
| وأطيب خاطري بالمصطفى | وبأهل المصطفى ركني الشديد |
| بـصـلاة اللهِ تـغـشـى روحهم | وسلامٌ مـعـهـمُ الملّا سـعـيـد |
غاب السعيدان هذا عام أحزاني
11جمادى الأولى 1434
| غاب السعيدان هذا عامُ أحزاني | بالشام ثلمك يا فيحاء ثُلْمانِ |
| ما مثلك اليوم ثكلى في مُصابتِها | أنتِ اليتيمةُ عن مثلٍ وأقرانِ |
| فهم حصونُ الحمى في كلِّ نازلة | وعصبةُ الحقِّ في أوتاد أركان |
| يا ضجعة مأرزُ الإيمان يشهدها | مسكُ البقيع بمثواكم أبا هاني |
| واليوم منْ رمضانَ النورِ يلحقكم | سعيد بيت التّقى من سعدنا الثّاني |
| بالشّام والليلةُ الزهراءُ موعده | دمُ الشّهيدِ على محراب إيمان |
| أفنيْتَ عمْرَكَ للأجيالِ تربية | تعلّمُ الخيرَ في رِفقٍ و إحسانِ |
| واليومَ روحكَ قد فاضت لبارئها | لتفتحَ الباب عن شاكٍ وعنْ عاني |
| جاورتَ فيها صلاحَ الدّين تشبههُ | يسري إليك بنور الدّين نوران |
| حتّى كأني بذي النّورينِ أعجلكم | إلى موائدَ من إفطار عثمان |
| وحبُّ أحمدَ روحٌ بينَ أضلُعِكمْ | ونسبةُ الحبّ أعلى ما بإنسانِ |
| شذا الصّلاة على المختار شافعنا | بها الأماجدُ في روحٍ وريحانِ |
أنت السّعيد و للسّعيد تجالسُ
14 جمادى الأولى 1434
| أنت السّعيد وللسّعيد تجالسُ | فأخوك يوسفُ والجوار مؤانسُ |
| أنت الضجيعُ إلى جبين جنابهِ | ومُجالسُ القوم الكرامِ مُجانسُ |
| والله منَّ عليكما وحَبَاكما | فضلاً وقدراً لا يكادُ ينافسُ |
| أدرك صلاح الدّين واملأْ كيلنا | هذا أخوك وأنت شهمٌ فارسُ |
| يا شامُ والملكُ الهُمامُ بأمرهِ | إذنُ الدخولِ وقد أطاعَ الحارسُ |
| وصُواعُنا صبرٌ جميلٌ لم يزل | فاليومَ عصفُ الشّامِ عصفٌ يابسُ |
| فيكم ملاذُ الحائرينَ وإنَّنا | عصفت بنا ريحٌ وكربٌ قارسُ |
| يحيى الحصورُ يحيطُكم بحنانهِ | وضلوعهُ بعُرى الودادِ متارسُ |
| تلك المنابرُ والسّعيدُ خطيبُها | يخبو بطلعتهِ العدوُّ الخانسُ |
| هذي سبيلكَ بالمحبَّةِ داعياً | وبغيرِها بنتُ البلاغةِ عانسُ |
| لا تبتئس فأخو العزيزِ مُعززٌ | والحاسدُ الأعمى شقيٌّ يائسُ |
| واليومَ من آذاكَ فيها سيّدي | سيقُضُّ مضجعَهُ الظلامُ الدامسُ |
| فالنّصرُ والتّمكينُ فيك علامة ٌ | وعدوّكَ الجاني ذليلٌ ناكسُ |
| يا شامُ سُدّي للحقودِ شماتة ً | فتنازعُ الأهلينَ شؤمٌ داحسُ |
| يا آل أيّوبَ الكرامَ نزيلُكم | قبسُ السّعيدِ من الأكابر قابسُ |
| رمضانُ أرسلتَ السّعيدَ لحيِّهم | أنتَ المربّي والقويُّ الغارسُ |
| بالليلةِ الزّهراءِ في محرابهِ | بأحبِّ ما يصبو العُلا ويمارسُ |
| وصحائفُ القرآنِ خضَّبها دماً | نزفُ الشّهيد وللشّهيدِ نفائسُ |
| يا نفسُ هل لي أن أزورَ مقامَهم | ويزول عن صدْري الحبيسِ محابسُ |
| وهناك أقرأُ وردهم وأشُـمُّهُ | وطريُّ خدّي للترابِ يلامسُ |
| بشذا الصلاة على الحبيب وآلهِ | فاز السّعيدُ وللنّزيلِ يؤانسُ |
رمضانُ لو علمَ الأنامُ سعيدَكمْ
15 جمادى الأولى 1434
| رحلَ السّعيدُ فيا لطول أنيني | وسلُوا دمشقَ فنَوحُها يُبكيني |
| يا منبراً بالشّام يبكي رُكنهُ | والشّامُ بالعلماءِ ركنُ الدّينِ |
| رمضانُ لو علم الأنامُ سعيدكم | لتقطّعوا من حرقةٍ وحنينِ |
| و تمنّوا الأيامَ كلَّ زمانهِ | فزمانهُ بظلاله يؤويني |
| قل للّذينَ استبشروا بظنونهمْ | بالرّوح نحيا لا بثوب الطّينِ |
| يا من علمتَ العلمَ علماً ظاهراً | الموتُ ليس نهاية التّكوينِ |
| ليس الترابُ بحاجزٍ أنظارهم | فالأرضُ تزوى عند ذي التّمكينِ |
| يا شيخنا ما زلتَ فينا حاضراً | تمشي وتخطبُ بينَنا بيقينِ |
| كلماتُ قلبكَ في حنايا صدرِنا | وحنانُ لحظكَ نظرةٌ تُحييني |
| هذا صلاحُ الدّينِ أصبح جاركم | يا عُصبةَ الأمجادِ من حطّينِ |
| ودموعُ نورِ الدّينِ تروي خدَّكم | وثقتْ بنصرِ اللهِ خير مُعينِ |
| أدعوكَ ربّي راجياً متوسّلاً | بقلوبهم يا ملجأ المسكينِ |
| أدركْ بلاد الشّامِ بالفرج الّذي | عاشَ السّعيدُ مُؤمِّلَ التّعيينِ |
| فنرى دمشقَ إلى مجالسِها ارتقتْ | بشذا الصلاةِ فريقها يُرقيني |
| صلّى عليكَ اللهُ يا علمَ الهُدى | إنَّ الصّلاةَ على الهُدى تكفيني |
شيخنا الشهيد الأستاذ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي
شمس الشام
الكاتب : ننال عين الفوز الاندونيسيّ الجاويّ (ابن الدماكيّ)
| أنجم بلاد الشام أم بدر ليلها | أيا شيخنا من أنت ؟ أم أنت شمسها ؟ |
| فقيه أصــــوليٌّ إمـــام أئمة | أديب وصوفيٌّ وفَخْرُ زَمَانِهَا |
| فيا عمر اليوم, قتيل بمسجد | ونلتَ ِشَهَادَاتٍ ونلتَ أَتَمَّهَا |
| بسيد الأيام تُبَاركُ جُمْعةٌ | وطوبى لمن ماتوا أو استشهدوا بها |
| بتعليم آيات الإله شرحتها | سجدت وآيات الإله حملتها |
| فمُتْ مِيْتةً كانت بها الناس يُسعَدُ | فأنّى إلى النيران أنت نحوتَها ؟ |
| جمادى بأولاها بعاشرة ذَهَبــْـــ | ـــتَ من غَتْلَدِ 1434 الأعوام فيها تركتها |
| وأنت صلاح الدين في العصر شيخَنا | صَليبيَّة كان الصلاح يَرُدُّهَا |
| وكنتَ عدوّاً للخوارج شَوْكَهَا | ملاحِدَةِ الدِّيْنِ الإلهي تردُّها |
| تُريحُ هنيئاً كالعروس جوارَه | بجانب من لله كان مُوجِّهاً |
| غزاليَّ هذا العصر, نهج حياتكا | قويٌّ وللباغين كنت مُنبِّها |
| وقد صارت الأفكارُ كُنتَ بنيتَها | تُدَرَّسُ في الدُّنيا, علوما نشرتَها |
| ومثل ابن عفان, دماؤكما على الـــــصـ | صَحيفات سالت لوَّنتْها بحُمرها |
ردٌّ على الأعراب الذين هجوا
شهيد المحراب البوطي رحمه الله
الكاتب: عبد الله ضراب الجزائر
| غدت السَّفاهة ثورة وتحرُّرا | وغدا التّمسك بالمكارم منكرا |
| وغدا التّدين خسَّة وفظاظة | وغدا التَّقدم قفزة نحو الورا |
| وتسلَّط الأعراب بالفكر الذي | جعل الشباب مشاغبا متهوِّرا |
| عجباً لرهطٍ غارقٍ في غيِّه | طمس الشَّريعة بالدِّماء وكدَّر |
| فتراهُ نذلاً تابعاً ذا خسَّةٍ | وتراه وغداً جاهلاً متكبِّرا |
| فسلوا السُّديس أو الشُّريم عن الذي | أردى الكرام العابدين مكبِّرا |
| من بثَّ فيه الجهل من ألقى به | في الغيِّ أعمى باغياً ومغرَّرا |
| وسلوهما عن هجو أعلام الهدى | قمم الفضيلة والشَّهادة في الورى |
| يا أيّها الأعراب أنتم عارنا | فلقد ركبتم ديننا فتعفَّر |
| ألكم عقولٌ تستنير وتهتدي؟ | آم أنَّ فهمكم البليد تحجَّر |
| زحزحتم النَّشء البريء عن الهدى | فغدى صفيقاً باغياً ومكفِّرا |
| قد شوَّه الدِّين الحنيف بطيشه | وعتا ودكَّ عرى الهدى وتجبَّر |
| أردى إماماً صالحاً في مسـ | ــجد الإيمان يدعو هادياً ومنوِّرا |
| إنَّ الجريمة في الخليج تبلورت | فسلو الشُّريم ورهطه عمَّا جرى |
| وسلوا إماماً للأئمَّة حازه | ذيلٌ عميلٌ لليهود فغيَّر |
| وأباح عرض المسلمين معانداً | وأباح قتل المؤمنين وأهدر |
| قد كان نجماً للهداية ساطعاً | لكن تردَّى في الهوى فتبعَّر |
| ودعا إلى قتل الأُباة منفِّذاً | أمراً أتاه من الأمير مسطَّرا |
| بشرى لشيخٍ صادقٍ نال الذي | قد كان يرجو ساعياً ومفكِّرا |
| قد طاله الدَّجَّال في محرابه | فسما وطار إلى السَّعادة في الذُّرى |
| بشرى له فالدَّهر سجَّل فضله | قد كان شمساً للحقيقة مظهرا |
| قد كان نجماً هادياً في فتنة | تدع الحليم مزعزعاً ومحيَّرا |
| بشرى له إنَّا لنشهد أنَّه | أدَّى الأمانة داعياً ومذكِّرا |
فتبعّر: أي صار كالبَعْرِ لهوانه وسقوط شأنه ولا يخفى عليكم من نقصد.