قصائد في رثاء العلامة الشهيد الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي 3
الأرض ثكلى
الكاتب: الأستاذ محمد أنس العز
| الأرض ثكلى إنها الأرزاء | تبكيه أرض خاشعٌ وسماء |
| تبكي عليه وقد أثارت ضجةً | فتأثرت من حزنها الأنوار |
| وتحركت معها الغيوم بسرعةٍ | فتغيرت في أرضنا الأجواء |
| حتى الديار بكت عليه حزينةً | قد عمّ في رحاب الديار بلاء |
| يا شيخنا البوطي، أصبح ثاوياً | في قبره وتضمه البطحاء |
| قد كنت قلباً نابضاً في جسمنا | لكنها رزءت بك الأعضاء |
| يا شيخنا انهمرت عليك دموعنا | سالت عليك مع الدموع دماء |
| قد كنت فينا منهلاً ومنارةً | تسقي العلوم وإنّك السقّاء |
| قد ذدت عن دين الإله بحجةٍ | برهان حقٍ إنّه لجلاء |
| قد كنت فينا مشعلاً وهدايةً | نبراس حقٍ إنَك الوضّاء |
| العلم أنت فلا حدود لفضله..، | والحق ما شهدت به الأعداء |
| لم ننس دروساً قد نمت | فينا وأنت الشيخ والمعطاء |
| حاولت حقن دمائنا بمقالةٍ | يكفيك فيها جهدك البنّاء |
| ما بين محرابٍ تلاوة آيةٍ | ناديت صدقاً: إنني لفداء |
| فلقيت ربّاً إذ طلبت شهادةً | والحق أنّ السادة الشهداء |
| ألا يا رسول الله أنت ملاذنا | ووسيلةٌ تمحى بها البلواء |
| فبحقه يا ربُ أنقذ شامنا | ترجوك أرض الشام والفيحاء |
| وبحرقةٍ أرجوك ربُي طالباً | منك الرضاء وأن يزال بلاء |
رسالة إلى غزاليّ العصر
الكاتب: محمد حسن الدرفيل دير الزور - الميادين
| بنفسي أفدي ما غصك | من الهايعات وما توجع |
| فلا لست إمعة في الرجا | ل ولا لست خباً ولا أبقع |
| عرفتك بالحق مذ أشرقت | بقلبي شمس الهدى تسطع |
| فلا الذم عندك ذو هيبة | ولا المدح عندك قد ينفع |
| نصحت العباد ولكن أبت | مسامعهم للحق أن تسمع |
| وضاج الحسود ولمّا يجد | ليشفي غليلاً به مطمع |
| يقولون دعه فهذا امرؤ | قلته الأنام فلا يتبع |
| لقد أنزل الله في محكم | كلاماً بليغاً له فاسمعوا |
| فلا تتبع جلّ أهل الثرى | يضلوك حقاً وما ينفعوا |
| ويوم القيامة إن زلزلت | بك الأرض زلزالها المفزع |
| ستلقى الرضيعة من أمها | وترجو البغاة وما تشفع |
| لذلك فاعمل ولا تبتئس | غذا خان ردّك مستصنع |
| إذا نالت منه ريح النوى | فلا بد يوماً به ترجع |
رثاء الإمام البوطي
للشيخ جلال الدين الهاملي
| حزنتُ لجـــــــهبذٍ عرَفَ الطريقا | ولــــــــم يكُ للصليبيين بــــــوقا |
| رأى فِتنًا ستغشى الشام يومــــا | وتُدخِلُ شعـــبها البطلَ المَضيقا |
| هنا العلّامةُ البوطيُّ أســـــــــدى | لكــــــــل مُغرّر نصـــحا رقيقا |
| وحذّرَ أنّ أحداثا جســــــــــــاما | إذا أزفتْ فلن ترعى الحـــــقوقا |
| وسوف تُسيلُ كلّ دم بــــــريءٍ | وتملأ كـــــــــــل حاضرة حريقا |
| أجُرْحُ القدس هان فــــلا نبالي | إذا زِدْنا بجــــــــــــــانبه عميقا |
| فما أحنـــــــــــاك يا بوطيُّ حقّا | على شعـــــــــبٍ رآك أبا شفيقا |
| صدَعْتَ بأمر ربك في شـــموخٍ | وكنتَ –كما استقمتَ- بذا خليقا |
| وما مالأتَ مَــــنْ شقّوا عَصاكمْ | فبُعدُك عنهمُ أضــــــحى سحيقا |
| نصرْتَ الحقّ حتى صـــار لحنا | لأمّتنا نَصدُّ به النــــــــــــــعيقا |
| وتلك فضيلة للعــــــــــلم كبرى | ستشرحُ صدْرَ من يشكون ضيقا |
| لذاك وذلك اغتــــــــــاظت ذئابٌ | فأمسينا وقيــــــــــــــل دمٌ أريقا |
| كذا مَنْ خالفَ الأهواء يـــــوما | معَ الشهداء سوف يُرى رفيقا |
الصّهيون المتألِّه وغُوِيمُ الخليج (ليست من المرثيات)
الكاتب: عبد الله ضراب من الجزائر
نعوذ بالله العظيم من الشيطان الرّجيم، ومن الصّهاينة المتألهين، ومن ملوك وشيوخ الخليج الذين اقروا وآمنوا أنهم "غويم" أي عبيد لليهود، وتصرفاتهم تشهد على ذلك.
| اللهُ ينسى في الوجود ويُجحدُ | لما غدا الصهيونُ ربّاً يعبدُ |
| اللهُ يعضى بالدِّماء تقرباً | لبني اليهود ومن تعالوا واعتدوا |
| زمن المهازل إنّنا في حيرة | من أمَّة رغم الهدى لا ترشدُ |
| من أمَّة عبدت عدوّاً حاقداً | فغدت تصلِّي لليهود وتسجدُ |
| أرضُ الهدى أرضُ الكتاب تدنَّستْ | بملوك عهر بالعمالة أفسدوا |
| خانوا النّبي وذبَّحوا أتباعهُ | بعثوا المذلة والهوان وجددُوا |
| أرواح أهل الذّكر في أرض الهدى | بسيوف أجناد العمالة تحصدُ |
| إنَّ الخليج غدا معسكر ردَّة | فشيوخهُ خلف اليهود تجندُوا |
| تبعوا عمى الدَّجَّال قبل ظهوره | وتكاتفوا نصرا له وتوحَّدُوا |
| فسهامهم مسمومة تئدُ الهدى | نحو السَّماحة والسَّلام تُسددُ |
| وعقولهم زاغت عن الحقِّ الذي | نادى به خيرُ البريَّة أحمدُ |
| مالوا إلى الأهواء في إثر العدى | فتأمركوا وتصهينوا وتهوَّدُوا |
| ألفوا الخيانة والعمالة والعمى | وعلى الرّذيلة والفساد تعوَّدوا |
| همْ شؤمنا، هم عارنا، هم ضرُّنا | هم رهطنا الباغي المضلُّ المفسدُ |
| آهٍ على الأرواح في سورية | مطعونة بيد الخيانة توءدُ |
| آهٍ على الأعراض في أحيائها | وعلى الذين تعذَّبوا وتشرَّدوا |
| آهٍ على الإسلام في زمن الرَّدى | في عالم من روحه يتجرَّدُ |
| آهٍ على قيم الهدى في أمَّةٍ | تبعت ملوكاً أفلسوا فتمرَّدُوا |
| أهل العقيدة والمكارم انهضُوا | الحقُّ يدفنُ في العمى لا ترقدُوا |
| قرآنُنا شمسٌ تنيرُ دروبنا | فتبيَّنوا فيه الحقيقة واصمدوا |
| احموا العقيدة والفضيلة إنَّكم | أقطاب شعب في القيامة يشهدُ |